الشرفاء الأدارسة هم أسرة كبيرة من آل
البيت. جدهم الأعلى المولى إدريس ( 172ه - 177ه ) بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط
بن الإمام علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء (عليها السلام) بنت رسول الله محمد بن عبد
الله (صلى الله عليه وسلم) الذي التجأ الى المغرب
بعد وقعة فخ التي جرت يوم الثامن من ذي الحجة 169 (10 يونية 786م ). أسس دولته
بعد ان حل بوليلي يوم السبت الاول من ربيع الاول 172 ه (9 غشت 788م ) وتلقى بيعة القبائل
الامازيغية بهذه المدينة يوم الجمعة الرابع
من رمضان سنة 172 ه (6 يبراير 789م ). سيغتال في شهر ربيع الثاني من عام 177 ه ( شهر
غشت من سنة 793 م).
زوجته .. "
الاميرة كنزة الاوربية البرنوسية التازية المغربية . عاشت نهاية القرن الثاني و بداية القرن الثالث
الهجري . الحي الذي نشأت فيه يسمى دارالفرح (دار الفرح بالخنانسة
بالكوزات ) و دار القضاء شمال
تازة بضفاف واد لحضر حي من الدور على وجه جبل
يقابل الشمس عند شروقها ، و ساحة فسيحة للتجمع ، خالية الا من شجرة تتوسطها مسنة،عمرها
ما يقارب ثلاثة عشر قرنا .... الساحة يجمعها بالجبل نهر جار لا ينقطع هديره حتى ايام
القحط ....وراء الجبل قرية كاملة بمرافقها : مسجد ، زاوية ، أضرحة و مجموعة دور متماسكة بنين على انقاض بنايات قديمة
بجانب منحدر ممدود في اتساع مدينة يسمونها الان "القرية"...و هي بقايا و
اطلال لا زالت معالمها واضحة الى الان .... و قد علمت فيما بعد ان المهندس المعماري
الفرنسي جان جول باي قد زارها و اخد تصميما لها ... و منها تخرج الطريق غربا الى جبل
فرعون أو زرهون حيث وليلي
. و لعل هده القرية ....
مدينة سكوما ، تكتب كدلك باسم سكومة .
كنزة
الاوربية .. كانت ذات حسن و جمال و حياء و بهاء و كمال كاملة العقل و الدين تابعة لكتاب
الله و سنة نبيه .
سلالة اخوانها
( أخوال الادارسة ) تدرجوا في القضاء الى الان . يقام
بالدار الى الان موسم اللامة يسمى بالبرية ."
المراة المغربية
عبر التاريخ - امحمد العلوي الباهي ( بتصرف ).
تولى الحكم بعده ابنه المولى إدريس بن
ادريس الذي كان قد تركه جنينا في بطن أمه كنزة بنت اسحاق بن محمد بن عبد الحميد الاورابية
حيث بويع في شهر ربيع الاول 186 ه ( شهر يناير 802 م). و قد توفي اول ربيع الاول
213 ه ( 20 من شهر ماي 828 م).
وعن المولى ادريس بن ادريس تنحدر فروع
الأسرة الإدريسية المنتشرة بسائر أنحاء المغرب والعالم.
ترك ادريس بن ادريس اثنا عشر ولدا ذكورا
هم : محمد
بن ادريس - أحمد بن ادريس - عبد الله بن ادريس - عمران بن ادريس - عيسى بن ادريس - عامر بن ادريس - داوود بن ادريس - يحيى بن ادريس - أبو القاسم بن ادريس - حمزة بن ادريس - علي بن ادريس - كثير بن ادريس
و هؤلاء الابناء : سبعة منهم خلفوا ذرية ، و الخمسة الباقون لم يخلفوا ابناء . و عنهم تفرعت فروع كثير .
اندمجت
الأسرة الإدريسية في المجتمع المغربي عن طريق المصاهرة والتطبع بأخلاق أهل البلاد مما
جعل السكان في مختلف الأقاليم لا يتعاملون معهم كأجانب ودخلاء، بل يعتبرونهم منهم ويحترمونهم
ويضعونهم في الصدارة لشرف نسبهم . ويمكننا أن نعتبر أن احترام الشرفاء كسلوك شعبي بدأ
منذ ذلك العهد يتحول إلى مبدإ سياسي بعد ذلك بعدة قرون . ومع تكون عدة إمارات إدريسية
، يصبح تاريخ الأدارسة متشعبا . وسنقتصر هنا على ذكر أهم الأحداث والأشخاص ، إذ تفرعت عن الشرفاء الادارسة سلالات عديدة حكمت بلدان
إسلامية عديدة كبني حمود العلويين الذين حكموا الأندلس و فرع الأدارسة الذين حكموا
جزءا من منطقة عسير في السعودية بين سنوات 1830-1943 م . كما ينحدر الأمير عبد القادر الجزائري
، الذي خاض ثورة في الجزائر سنوات 1834-1847 م ، من هذه الأسرة أيضا ، و كذا السنوسيون
حكام ليبيا و الجبل الاخضر سنوات 1950-1969 م.